ماذا تعرف عن الحشاشين ؟






 من هم الحشاشون ؟ 

 طائفة إسماعيلية (عبيديه) فاطمية نزارية مشرقية، انشقت عن الفاطميين لتدعو إلى إمامة نزار بن المستنصر بالله ومن جاء مِن نسله. أسسها الحسن بن الصباح الذي اتخذ من قلعة آلموت في فارس مركزًا لنشر دعوته وترسيخ أركان دولته. وقد تميزت هذه الطائفة باحتراف القتل والاغتيال لأهداف سياسية ودينية متعصبة. وكلمة الحشاشين: Assassin دخلت بأشكال مختلفة في الاستخدام الأوروبي بمعنى القتل خلسة أو غدراً أو بمعنى القاتل المحترف المأجور.ونشأت الدعوة الإسماعيلية النزاية بصورة خاصة في المشرق الإسلامي، وكان أنصارها يعرفون كذلك بالباطنية والحشيشية أو الحشاشين، وتعود جذور الدعوة النزارية إلى سنة 478ﻫ حين توفي الخليفة الفاطمي المستنصر دون أن يبايع لابنه الأكبر نزار رغم أنه أبدى رغبته في ذلك في أواخر أيامه إلا أن الحاشية وعلى رأسها أمير الجيوش الوزير بدر الجمالي حالت دون ذلك، وقد بويع بعد وفاة المستنصر ابنه الأصغر المستعلي بالله وبذلك انشقت الدعوة الإسماعيلية إلى شقين النزارية والمستعلية ...

حسن الصباح : المؤسس والعقل المدبر

وصل حسن الصباح مؤسس فرقة الحشاشين إلى أصفهان سنة 1081 بعد قضائه مدة في مصر درس خلالها عقائد المذهب الإسماعيلي، وعمل بشكل دؤوب على نشر مبادئ المذهب، ووجد لدعوته أتباعا في أقصى الشمال الفارسي، واتخذ من قلعة آلموت الحصينة والمقامة فوق طنب ضيق على قمة صخرة عالية في قلب جبال البورج، والمسيطرة على وادٍ مغلق صالح للزراعة يبلغ طوله ثلاثين ميلًا وأقصى عرضه ثلاثة أميال والمرتفعة أكثر من 6000 قدم فوق سطح الأرض، معقلا له، لإبعاد أتباعه عن الخطر السلجوقي، خصوصا أن القلعة منيعة جدا ولا يمكن الوصول إليها إلا عبر طريق ضيق شديد الانحدار، وقد دخلها هو سنة 1090، ولم يغادرها لمدة 35 سنة قبل وفاته.


استراتجية الحشاشين

كانت الإستراتيجية العسكرية لحسن الصباح وأتباعه من فرقة الحشاشين مختلفة تماما عن السائد في العصور الوسطى، فقد تجنب المواجهات المباشرة مع الأعداء، والتي تؤدي دائما إلى سقوط الآلاف من القتلى، واعتمد على الاغتيال الانتقائي للشخصيات البارزة في دول الأعداء، وكان الفدائيون مدربين بشكل احترافي على فنون التنكر والفروسية واللسانيات والإسيتراتجيات والقتل. وكان أكثر مايميزهم هو استعدادهم للموت في سبيل تحقيق هدفهم. وكان على الفدائيين الاندماج في جيش الخصم أو البلاط الحاكم حتى يتمكنوا من الوصول لأماكن إستراتيجية تساعدهم على تنفيذ المهمات المنوطة بهم، و هكذا فقد نفذوا طيلة ثلاثة قرون اغتيالات ضد الأعداء الدينيين والسياسيين للطائفة الإسماعيلية، وكانت هذه الهجمات تشن غالبا في الأماكن العامة على مرأى ومسمع الجميع لإثارة الرعب. ونادرا ما نجا الفدائيون بعد تنفيذ مهامهم، بل إنهم لجؤوا في بعض الأحيان إلى الانتحار لتجنب الوقوع في أيدي الأعداء.

 العداء شديد بين فرقة الحشاشين والقائد صلاح الدين الأيوبي



كان العداء شديدا بين الحشاشين وصلاح الدين الأيوبي، فوقعت أول محاولة لاغتياله سنة 1174 بينما كان يحاصر حلب، فتمكن بعض الحشاشين من التسلل إلى معسكر صلاح الدين وقتل الأمير أبو قبيس، لكن صلاح الدين نفسه لم يصب بأذى، وحدثت محاولة أخرى سنة 1176 عندما كان صلاح الدين يحاصر عزز حيث تمكن بعض الحشاشون المتنكرون بزي جنود جيش صلاح الدين من التسلل لمعسكره ومهاجمته، وتمكنوا من قتل العديد من الأمراء، ولكن صلاح الدين نفسه لم يصب سوى بجروح بسيطة بفضل الدروع التي كان يرتديها، وقد اتخذ على إثر هذه الأحداث احتياطات واسعة للحفاظ على حياته، فكان ينام في برج خشبي أقيم خصيصا له، ولم يكن يسمح لأحد لا يعرفه شخصيا بالاقتراب منه، وفي السنة ذاتها تقدم صلاح الدين في أراضي الحشاشين تحدوه الرغبة في الانتقام، وضرب حصارا حول قلعة مصياف في الشام، ولكنه لم يلبث أن فك الحصار وانصرف، و يمكن إرجاع هذا العداء إلى الخلافات المتجذرة بين بقايا الفاطميين وطائفة الإسماعيليين من جهة وصلاح الدين الأيوبي الراغب في توحيد الراية من جهة ثانية.



في 28 أبريل 1192 تمكن الحشاشون من توجيه ضربتهم الكبرى باغتيال المركيز الصليبي كونراد مونفيراتو ملك بيت المقدس بينما كان في صور، حيث تخفى مغتالوه في زي رهبان مسيحيين وشقوا طريقهم إلى خلوة الأسقف والمركيز وعندما سنحت الفرصة طعنوه حتى الموت، ولأن السياسة لا تعترف بأصدقاء أو أعداء دائمين، فقد ذكر بعض المؤرخين أن هذه العملية كانت ثمرة تعاون بين صلاح الدين والحشاشين، وتجدر الإشارة إلى أنه بعد مرور أربعة أشهر على الاغتيال حصلت هدنة بين الحشاشين وصلاح الدين





; نهاية فرقة الحشاشين

انتهى الوجود الفعلي لفرقة الحشاشين في بلاد فارس مع الغزو المغولي، ففي سنة 1256 سارع المغول إلى تسلّق جدران قلعة آلموت التي بقيت صامدة بوجه أقوى الغزوات، وأبدى هولاكو إعجابه بمعجزة البناء العسكري للقلعة. ثم أمر جنوده بهدمها، ولم يستثنِ المكتبة، التي التهمتها النيران على مدى سبعة أيام ضاعت خلالها مصنفات لا يُحصى عددها، ثم قام المغول بجمع أعداد كبيرة من الإسماعيليين بحجة إحصاء عددهم، فقُتلوا جميعا. واستمروا بإقامة المذابح الرهيبة في كل مكان وجدوا فيه الإسماعيليين، فضلا عن هدم قلعة آلموت. لينتهي بذلك وجود الإسماعيليين في فارس.


أما في الشام فقد شارك الإسماعيليون غيرهم من المسلمين في التصدي للتهديد المغولي، وحاولوا كسب ثقة المماليك وزعيمهم الظاهر بيبرس بإرسال السفارات والهدايا، لكنه أمر في عام 1265 بجمع الضرائب والرسوم على الحشاشين ولم يكن باستطاعة هؤلاء أن يبدوا مقاومة تذكر خصوصا بعد التقتيل الذي لحق بإخوانهم في بلاد فارس، واستولى بيبرس عام 1271 على قلعتي العليقة والرصافة ثم سقطت قلعة الخوابي فيما بعد لتسقط بقية القلاع وينتهي بذلك وجود الحشاشين في بلاد الشام.




قصة الحشاشين كانت أيضا مصدر إلهام لمصممي ألعاب الفيديو، الذين طوروا لعبة عقيدة الاغتيالي (بالإنجليزية: Assassin’s Creed)، من إنتاج يوبي سوفت، حيث يتقمص اللاعب دور أحد أعضاء الطائفة واسمه الطائر بن لا أحد؛ لينفذ عمليات اغتيال حذرة ضد بعض الشخصيات الهامة من الصليبيين والمسلمين في بلاد الشام، والمدن التي تظهر في اللعبة هي: القدس ويظهر فيها مسجد قبة الصخرة، دمشق ويظهر فيها المسجد الأموي، وعكا، وتظهر أيضا قلعة مصياف في سوريا.
شارك الموضوع :

تعليقات الفايسبوك :

جميع الحقوق محفوظة © Top-Truth